هكذا يرونه
قائدا عظيما
ومواطنا شريفا
بطلا من أبطال التراث الشعبي
أسطورة في تاريخ الكرامة العربية
وقمرا في سماء هذا الوطن
هذا مايراه وما يعتقده كل محب لهذا الزعيم المصري الراحل وهو لايرضى عن هذا الوصف بديلا
وعندهم هي حقيقة غير قابلة للجدال أو النقاش
ونسوا أو تناسوا أن عبد الناصر بشر وليس من أنبياء الله المرسلين حتى يكون معصوما من الخطأ.
ونسوا أو تناسوا أن هناك جانب مظلم -شديد القتامة- للقمر وهو يساوي في حجمه وشكله الجانب المضئ من القمر تماما.
منذ فترة قريبة وبالتحديد منذ أربعة أيام
تم افتتاح متحف لمقتنيات اللواء محمد نجيب الذي تولى رئاسة مصر لمدة عامين (1952 – 1954) بعد إلغاء النظام الملكي، وإجبار الملك
فاروق على التنازل عن العرش والرحيل عن مصر
اللواء نجيب هو أول رئيس لجمهورية مصر العربية بعد إسقاط النظام الملكي وعليه لابد وأن يكون شخصية معروفة وسطر لها في التاريخ ما سطر
فإذا سألت أي شخص تعرفه عن أول بشري سار على القمر سيجيبك على الفور أنه نيل أرمسترونج
ولكن مع الأسف فإن هذا ليس الحال مع اللواء نجيب
فإذا سألت عنه قد لايعرفه البعض وقد يجيبك البعض الأخر بإنه -تقريبا- أول رئيس لجمهورية مصر
فما الذي حدث ومن المسؤول عن شطب ومحو إنجازات هذا الرجل العظيم من كتب التاريخ والأهم من عقول أبناء هذا الوطن.
وعلى الناحية الأخر -وحدث ولا حرج- إن سألت عن عبد الناصر
فهيئ نفسك لسماع قصائد حب وغزل ليس لها أول من آخر عن -كما يقولون- مهندس الثورة وقائد الثورة ...إلخ
ولتفهم عزيزي القارئ ما أهدف إليه من هذا المقال وصلة هذا بذاك أسمحلي أن أصيغ سطور قليلة جدا عن اللواء نجيب أولا
لا لاتخشى لن أبدأ لك من نشأته وكفاحه من الصبى وحتى الشباب ولكني -مضرا- سأقفز إلى فترة ما قبل الثورة وهو ما يعنينا هنا
شارك محمد نجيب في حرب فلسطين عام 1948 وأصيب فيها ثلاث مرات وحصل على رتبة لواء أركان حرب ومنح لقب البكوية لما
أبلاه في هذه الحرب الذي أصيب بها.وأنضم بعدها إلى تنظيم الضباط الأحرار الذي كان من مؤسسيه عبد الناصر.
وكانت للواء نجيب شعبية جارفة بين ضباط الجيش وخاصة المنتمين منهم لتنظيم الضباط الأحرار لما كان يتمتع به من نزاهة وكرم أخلاق
شهد عليها كل من عاصروه وعايشوه وحاربوا إلى جانبه وهو ما ترجم بإنتخابه رئيسا لنادي الضباط بأغلبية ساحقة وصلت إلى 95%
بحسب ما ذكر مؤرخنا العسكري جمال حماد. مما جعل الملك فاروق يرشحه ليكون وزيراً للحربية قبل أيام من إندلاع ثورة 23 يوليو 1952
و بعد نجاح الثورة، رأى محمد نجيب أن يعود الجيش إلى ثكناته، وأن تعود الحياة النيابية لسابق عهدها و هو ما أشعل
الخلاف داخل مجلس قيادة الثورة لخوف الضباط من سيطرة حزب الوفد و جماعة الإخوان على السلطة
وفي نوفمبر 1954، قرر مجلس قيادة الثورة -بزعامة وتحريض من عبد الناصر- عزل محمد نجيب من رئاسة
الجمهورية لأول مرة مما أثار سلاح الفرسان و طوائف عريضة من الشعب وطالبوا بعودته
.
وضع محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية في قصر في ضاحية المرج المنعزلة وقتها، مع منعه تماماً من الخروج أو من مقابلة أياً من كان، حتى عائلته. وأستولى عبد الناصر على الحكم بهذا الإنقلاب وأقسم بالله أنه إلى هذه اللحظة وبعد بحثي في عشرات الكتب لكتاب محايدين ومشهور لهم بالمصداقية لم أجد حتى الأن سببا واحدا أو حادثة واحدة أضرت بالشعب المصري تستدعي الإنقلاب على هذا الرجل أو عزله من السلطة. وليت الحكاية أنتهت هنا. ولكنها كانت البداية بعدها حذف أسم محمد نجيب من كتب التاريخ في تلك الفترة التي تتحدث عن الثورة وهذا ماقاله محمود أباظة الرئيس الحالي لحزب الوفد وأصبح يذكر في كل مكان أن قائد الثورة هو عبد الناصر وأن أول رئيس لجمهورية مصر -وصدقوا هذا- هو عبد الناصر وأسقط تماما اللواء نجيب من صفحات التاريخ فلا أعرف لماذا قام عبد الناصر بهذا الأنقلاب -وهو في نظري أول النقاط السوداء في تاريخ هذا الزعيم- وهل كان الموضوع ببساطة هو حبا وطمعا في السلطة وإن لم يكن فلما التعتيم على تاريخ الرجل ولما حذف -بعمد- من صفحات التاريخ وحتى لا يتهمني أحد بأني -بفتري على عبد الناصر- أطلب منهم فقط أن يضغطوا على اللنك التالي موقع عبد الناصر وليقرؤا ما كتب في أعلى الصفحة جهة اليسار في المستطيل الصغير وبعدها لهبطوا بأعينهم إلى أسفل الصفحة ليقرؤا من هم أصحاب الموقع وموؤسسيه. في كل ذكرى لحرب أكتوبر يذكر الراحلين عبد الناصر والسادات وفي كل ذكرى توضع أكاليل الزهور على قبورهم ولا يأتي ذكر اللواء نجيب وكأنه لم يكن وكأنه لم يخط بيان الثورة بيده وكأنه لم يكن رئيسا للجمهورية. هذا التعتيم بدأه عبد الناصر نفسه وهو أسلوب أعتمده مع كل معارضيه ووصل حتى لأقرب الإصدقاء إليه -المشير عبد الحكيم عامر- والحديث في هذا الموضوع لايمكن بأي حال من الأحوال إختصاره في مقال أبدا لذلك وللأول مرة سوف أُقوم بتقسيم هذا المقال لعدة أجزاء حتى لايمل القارئ من طول المقال الشديد إذا كتبته مرة واحدة وعليه -كما هو واضح- أنا لم أنهي الموضوع بعد ولم أزل أتكلم عن الجانب المظلم من شخصية عبد الناصر وإن كنت قد أعطيت لمحة موجزة عن الخسوف الذي تم في تاريخ هذه الأمة وهذا البلد بالتحديد ويرفض الكثيرون ذكره أو الإعتراف بحدوثه أراكم في الأسبوع القادم إن شاء الله
7 comments:
لا ادعي ان عبد الناصر ملاك من السما ولا ادعي ان محمد نجيب اقل وطنية من عبد الناصر...الا ان عبد الناصر بلا شك واحد من اعظم من حكموا هذه البلاد
يكفينا ان مصر الان تعيش بما حققه هذا الرجل من انجازات
فالسد العالي الذي يحمي مصر كل عام من الفيضان هو الذي بناه وحارب كل الضغوط الدولية التي مورست لمنع بناءه
وهو الذي امم قناة السويس الذي نفتخر بدخلها الذي يزيد كل عام عن العام الذي يسبقه
وهو الذي امم الشركات والمصانع والبنوك التي نبيعها الان بابخس الاتمان لحاجتنا الى هذه الاموال
لعبد الناصر سقطات كثيرة ولكن انجازاته تغفر له هذه السقطات
مارفل
أولا البلوج نور بيك وشكرا على قرأتك للموضوع وردك
لكن أنا عندي نقطتين أرد عليك بيهم
كما تقول أت
انك لاتدعي أن عبد الناصر ملاك فأنا أيضا لا أدعي انه شيطان خالص
الرجل له وعليه ولكن التاريخ -المحرف- ومحبوه يذكرون ماله فقط.
سيدي الفاضل سقطات عبد الناصر كثيرة -وموجعة-ولكن كما قلت لايذكرها أحد
وفي رأي أن أخطاءه تساوي أنجازاته -وربما تزيد-وعليه أختلف معك تماما بأن إنجازته تغفر له هذه السقطات
بالنسبة لموضوع السد العالي فالذي بناه هو الشعب المصري وليس عبد الناصر
كما هو الحال مثلا مع مستشفى 53753 للسرطان
ولا ينصف القول أن الرئيس مبارك هو من بناها
وعموما مسألة التأميم وبناء السد سأتي على ذكرها في بقية المقال
فأرجو أن تتابعه وتسعدني بأرائك وإن إختلفنا
مقالك اكثر من رائع
بس انتى فى الاول جوعتينا اننا نسمع كلام كتير عن مصايب عبد الناصر
وبعدين اختصرتى الحديث فى الكلام عن مزايا محمد نجيب
انا طبعا ما عشتش ايام عبد الناصر ولا محمد نجيب
بس واضح اوى من قراءه فى سطور التاريخ ان عبد الناصر كان رجلا مزيفا مصطنعا وانه كان يجيد التمثيل جدا وده السبب فى حب الناس له
لكن عمليا لما تمسكى فترة حكمة وتحليليها مش هتلاقينا طلعنا غير بالخيبة والوكسة والمفاهيم الاشتراكية البلهاء
بلاش ده كلة
طب والنبى اسمعو تسجيل صوتى لحادثة المنشية اللى اتضرب فيها فى اسكندرية ونسبها للاخوان
فليقف كل فى مكانة
ايها الرجال
فليقف كل فى مكانة
ايها الرجال
والنبى يا شيخ !
ضحكتنا وفرجت علينا العالم
ووكستنا
ياللا
انا هبقى اكتب عنه بوست فى مدونتى
ولا اقولك ياللا قد افضى الا ما قدم
سلام
تحياتى
عبد الناصر من وجهة نظري ليس اكثر من طمعان في السلطة
احب الكرسي واستراح له واقسم الا يفارقه الا بالموت
ورط مصر في مشاكل وازمات وديكتاتورية مازلنا بنعاني منها الى الان
كان في امكانه عودة الجيش الى ثكناته وترسيخ نظام ديمقراطي عظيم كان تأثيره سيمتد الى كل الدول العربية والافريقية
ولكن الكرسي له بريق اخر وسحر لا يقاوم
تحياتي
جميل منك هذا الوفاء والإعتراف بالجميل لهذا الرجل النبيل وهذا الرجل فعلا ظُلم ظُلماً كبيرا
ولكن هذا لا يجعلنا نبخس الأخرين قدرهم
شكرا علي المعلومات المهمة
والجانب المنسي من التاريخ
او لنقل المخفي
اضف الي ذلك فترة ماقبل الثورة
تحياتي علي المجهود الرائع
الى احمد الصباغ
اللى كتب البوست ده The rock مش باربى :D
إرسال تعليق