BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS »

٢٦‏/٠٤‏/٢٠٠٨

ملائكة وشياطين

وأنا هنا لا أتكلم عن تحفة دان براون الأدبية بل عن أشخاص أصبحوا بين ليلة وضحاها أشهر من نار على علم عن أشخاص عادين يعشون بيننا أصبحوا في لمح البصر أبطال شعبين وقادة مخلصين أتحدث عن ملائكة في نظر مؤيديهم ومحبيهم وشياطين في نظر معارضيهم وكارهيهم إني أتحدث أيها السادة - عن بطلة الساعة -......إسراء عبد الفتاح. إسراء - لمن لايعلم وإن كنت أشك أن هناك من لم يعد يعلم- هي فتاة عادية في 29 من عمرها فتاة كأي فتاة تقابلها في الطريق فتاة كأي فتاة تمت لك أو لكي بصلة قرابة لايمزيها شئ اللهم إلا إنتماؤها لحزب الغد...! فتاة تملك جهاز كومبيوتر ووصلة إنتر نت تبحر من خلالها في عوالم الشبكة الألكترونية وإذ حط بها الرحال على شواطئ موقع الفيس بوك فتفاعلت معه كأغلب شباب وفتيات هذه الأيام وتمر الأيام والليالي ويحدث في مصر ما نعرفه ونعانيه جميعا من إرتفاع في الأسعار لجميع السلع إلى أزمات الخبز و الأجور وإحتكار لصناعات أساسية..إلى آخر هذه القائمة الطويلة التي لايبدوا أن لها نهاية. ومن واقع معانتها لهذه الأحداث وماتراه وتسمعه من حولها أطلقت هذه الشابة دعوة على موقع الفيس بوك لعمل إضراب سلمي في يوم السادس من أبريل لعام2008 تضامنا مع عمال مدينة المحلة وإحتجاجا على أرتفاع مستوى المعيشة والأسعار وللتعبير عن غضب الناس من سياسات الحكومة في مواجهة الأزمات المتلاحقة على شعب مصر العزيز. وحدث ما حدث في هذا اليوم وكلنا شاهدنا وقرأنا وسمعنا الأخبار عن هذا اليوم العصيب في تاريخ مصر الحديث. وكما هو معروف ومتوقع قامت أجهزة الأمن بإعتقال المئات من جميع المحافظات ممن شاركوا في هذا الإضراب وكان من المؤكد أن الأمن لن يترك الرأس المدبر والمحرك لهذا الإضراب طليقا وأن الأعتقال آت لامحالة إن عاجلا أو آجلا وتم بالفعل إلقاء القبض على إسراء. إلى هنا والموضوع يبدوا عاديا -نوعا ما-....!! ثم فجأة سمعنا ورأينا - في كل الوسائل المقرؤة والمرئية- أن إسراء قد صدر قرار بالإفراج عنها ولكنها أختفت في ظروف غامضة وظهر محامي الفتاة على أشهر البرامج الحوارية المصرية يطالب الداخلية بتحديد وإعلان مكان الفتاة وقرأنا على صفحات الجرائد المعارضة والمستقلة مناشدات الأم والجمعيات الحقوقية بمعرفة مكان الفتاة والإفراج عنها إن كانت أعتقلت من جديد. وكما أختفت إسراء فجأة صدر قرار العفو والأفراج عنها فجأة وفي تغطية حية لبرنامج القاهر اليوم - الأشهر والأكثر مشاهدة وتأثيرا على مستوى البرامج المصرية- الذي يقدمه الأعلامي عمرو أديب رأينا خروج إسراء من السجن ومعانقتها لوالدتها أمام شاشات التلفزيون. وإلى هنا أيضا -يمكن بنوع من الغصاصة- إعتبار الموضوع عاديا. ولكن ماهو غير عادي هو ماحدث وقيل بعد ذلك..... بعد المشهد "المؤثر" للقاء الفتاة بأمها وبكائها الهستيري على كتف أمها - مما دفع والدتها للقول بالنص خلاص يابنتي إهدي بقى-. سألت المذيعة الفتاة "المنهارة منذ ثوان قليلة جدا" بتعيطي كده ليه مالك...؟ شخصيا انا قلت البنت مش حتقدر تتكلم او تقول حاجة عشان الصدمة اللي كانت فيها اولا وعشان الحالة الهستيرية اللي كانت فيها حالا من ثواني ثانيا...لكني لقيت إسراء بتجاوب "بإبتسامة" ماما وحشتني يعني....!!!!! قلت في نفسي عادي جدا جدا وبتحصل في أرقى العائلات لكن.... وخده بالكم جدا من لكن دي سألتها المذيعة السؤال التالي المكون من أربع كلمات فقط -والذي دام ثانية ونصف تحديدا- إنت كنتي كويسة جوة..؟ (الدقيقة 1:14في الفيديو الأول) لتتحول إسراء و والدتها إلى بوق داعية لسجن القناطر محولة إجابات الأسئلة اللاحقة (من الدقيقة 1:17 وحتى نهاية الفيديو الأول) لتعديد الصفات الحميدة والمذهلة والرائعة للمكوث في سجن القناطر- السفن ستار مش فايف لو اللي هي بتقوله صح- وكيف انها -إسراء- مصونة داخل السجن وانها تعامل معاملة حسنة جدا لدرجة دفعتها للدهشة ولنقل هذه الدهشة لوالدتها بقولها (أنا مش مصدقة لما هما بيعملوني كويس أوي كده مسكوني ليه...!) وشفوا اللي جي بقى وخدوا بالكم من الكلام اللي جي ده -وهو بالنص من على لسان إسراء- بيأكلوها أحسن أكل وبيشربوها أحسن شرب وبينيموها في أحسن مكان ووقت ما بتحب تنزل تنزل تكلم مع الناس اللي عارفاهم وتقرأ وقت ما بتحب تقرأ. يا مساء الأنوار الله الله الله الله ده لو فندق مش حيعملوا معاها كده كان ناقص بقه يجبولها دي في دي على رأي رياض المنفلوطي مأمور القسم في فيلم اللي بالي بالك أنا ليا هنا تعلقين صغيرين خالص في النقطة دي مرة كنت في -ريسبشن قسم المطرية- بقدم شكوى -خدوا بالكم ريسبشن هه- وماقلكوش على الألفاظ والشتائم اللي سمعتها من سب للدين وأستغفر الله لسب بعرض وشرف الأم وكل ما تطرب له أذن الإخوة العربجية وآسف في التعبير وده تاني كان ريسبشن قسم مش تخشيبة ومش سجن. وأذكر أيام المظاهرات اللي كانت تضامنا مع القضاة إني أعرف أتنين أتقبض عليهم ورحوا سجن طرة تقريبا مش متأكد والله بس اللي متأكد منه إن ماحدش فيهم ولا من اللي كان معاهم اتعامل أحسن معاملة أو كل أحسن أكل أو شرب أحسن شرب أو نام في أحسن مكان. هي الحاجة الوحيدة اللي شهدوا أنهم تلقوا فيها أفضل معاملة وتمت معاهم بضمير هي الضرب على القفا....! لكن سبحان مغير السجون طالما ماحدش كان جوة يبقى محدش يعرف الحقيقة إيه...! المهم الأم -طبعا- توجهت بالشكر للسيد رئيس الجمهورية والسيد وزير الداخلية لتدخلهم للإفراج عن إسراء وعاوز آخد النقطة دي والكلام اللي قالته إسراء في الدقيقة 1:50 من الفيديو الأول وأطرح سؤال بسيط على مؤيدين إسراء ومحبيها ولكل اللي بيوصفها بصفات البطولة لما إسراء قالت بلسنها إن اللي عملته غلط وسوء تقدير منها ولما أمها توجهت بالشكر للسيد رئيس الجمهورية والسيد وزير الداخلية بأي حق تصفون أتباع النظام والمنتمين للحزب الوطني وكبار رجال أعمال الدولة ورؤساء تحرير الصحف القومية بالنفاق وبأنهم سبب أزمة مصر وبأنهم لايشعرون بالمواطن المصري البسيط وبأن كل همهم هو نفسهم ونفسهم فقط وبأنهم فاسدون...إلى أخر هذا الكلام أسالهم ماذا أختلفت إسراء أو والدتها عنهم - وانا هنا بالمناسبة لا ألقي بأي نوع من اللوم على إسراء أو والدتها فيما فعلوه إطلاقا فالنضال والكفاح له ناسه ممن يقدرون على تحمل عواقبه وتبعاته اما الغالبية فهي فئة مستضعفة لاحول لها ولاقوة ولا تريد من الدنيا سوا الستر كما ان الفتاة يتيمة وهي بالطبع قرة عين لوالدتها لذلك أكررها والله انا لا ألقي بأي لوم عليها أو على والدتها إطلاقا- ولكني ألوم من يصفها بالبطلة الشعبية فهي أقرت بأن فكرة الإضراب خاطئة تماما كمن تتهمونهم بالنفاق وهي ووالدتها وجهوا الشكر للسيد وزير الداخلية على تدخله للإفراج عنها بارغم من انه أصدر قرارات كثيرة بإلقاء القبض على أخري ممن شاركوا في الإضراب أي انها أهتمت بمصلحتها هي فقط وتناست الباقين ممن شاركوا في الإضراب الذي دعت هي إليه. فبماذا أختلفت عن الأخرين الذين تتهمونهم بالإهتمام بمصالحهم الشخصية فقط لما الكيل بمكيالين أم إنه هجوم لمجرد الهجوم وفقط. وماذا عن الذين أستجابوا لها وأعتقلوا ومنهم من قتل بينما حصلت هي على حد تعبيرها وقولها على معاملة فايف ستار في سجنها. أين البطولة هنا يقول المؤيدون لها أنها بألف رجل تحركت ودعت ولم تختبأ خلف الشاشات - أي أجهزة الكومبيوتر- متناسين تماما انها هي نفسها فعلت ذلك بالحرف الواحد اي أنها أطلقت الدعوة من بيتها من خلف الشاشات أيضا ولم تنزل إلى الشارع وتوزع المنشورات أو تعلق الملصقات أو تخطب في الجموع والحشود أو تنشأ أحزاب أو أو أو وهي على حد قولها في الفيديو الثاني في الدقيقة 7:06 انها منذ 6 أشهر لم يكن لها أي نشاط سياسي أو أي حاجة أين البطولة في الدعاية -السخيفة والسافرة- للسجون ولوزارة الداخلية والتي ذكرتني بالحملة الدعائية لمصلحة الضرائب ففي الفيديو الثاني وفي الدقيقة 6:34 تقول إسراء انها قالت للظباط في السجن ( انا عاوزة أسلم على ماما قبل ماتسافر ولو حتى أسلم عليها ورجعوني -تقريبا- بس ...قلولي خللاص إحنا حنجبلك ماما تسلمي عليها وتروحي معاها) يا حلاوة ماحدش شاف الجمال اللي إحنا فيه ياخونا إيه الديموقراطية اللي إحنا عايشين فيها دي خلاص ياولاد أنا لقيتلكم الحل لكل ماشاكلنا مين عاوز يتجوز...؟ خلاص ياسيدي روح أعملك إضراب أو إعتصام وخليهم يعتقلوك ولما تكون في القسم ويسألك الظباط عاوز إيه قلهم عاوز اتجوز وهما يجبولك العروسة والشقة والجهاز كمان وانت ياحبيبي......عاوز إيه....؟ عاوز عربية لا بسيطة خالص روح أعملك أي جريمة كده ولما إن شاء الله يتقبض عليك وتخش السجن قول لعمو اللي هناك انا عاوز عربية وهو يجبهالك على طول أهما حاجة ياولاد ماتخلوش نفسكوا في حاجة وأفتكروا دايما إن الشرطة في خدمة الشعب الداخلية..سلم نفسك أولا تم تراارارام تمتم بصراحة هو ده السيناريو اللي دار في دماغي عن شكل حملة الدعاية اللي حتعملها الداخلية -لوفكرت تعمل يعني- عشان تنافس بيها حملة الضرايب أنا مابفتريش لكن مش قادر أصدق إن الداخلية تفرج عن المفكر والمدبر وصاحب فكرة ا الإضراب على النت وتسيبه يروح لحال سبيله بينما تستمر في حبس الأخرين( شاهدوا الفيديو الثاني الدقيقة 8:30) الذين شاركوا فقط ولم يدعوا أو ينظموا لشئ من غير ما يكون في الموضوع إنه. تاني للأخوة اللي فهمهم بطئ حبتين زي حالاتي أنا لا أهاجم إسراء أو بقول أن هي فبركت الموضوع مع جهات رسمية أبدا لكن إسراء أتصرفت بوطنية ونية صافية ( الدعوة للأضراب) واتحطت في موقف غير عادي (الإعتقال والسجن) فحصلها صدمة وفضلت التراجع والأبتعاد عن الموضوع لأنها شخص عادي وليست مناضلة -ودي هي نقطة خلافي مع محبيها واللي انا بتكلم فيه- وأي حد وانا منهم كان حيعمل اللي عملته . أما للأخوة اللي بيصفوها بالشيطان -ده تعبير مجازي من عندي كناية عن الشر- وبيقوله إنها زي أغلب الناس الشباب بالذات بيعترضوا لمجرد الإعتراض دون أن يقدموا حلول عملية فأحب أقول حاجة بسيطة خالص الحلول العملية دي مش شغلانة الشباب اومال إيه لازمة الخبراء وإيه لازمة السياسين وإيه لازمة أهل العلم والمثقفين وعلى أي أساس يتولوا المناصب دي ويحصلوا على رواتب ضخمة لما الحلول للمشاكل اللي بتواجه البلد المفروض الشباب هو اللي يقلها باي منطق الكلام ده بعد كده ولنفترض إن إسراء أو غيرها لم يدعوا لإضراب و أخترعوا أو أبتكروا حلول عملية فمن يسمع والأهم من ينفذ كلنا يعرف أن القضاء على الفساد بكل أشكاله حيحل 90% من مشاكنا لكن مين بقيده التنفيذ الشباب.....! خلاصة: البشر ليسوا ملائكة خالصين او شياطين خالصين بل مزيج من الأثنين ربما يغلب أحدهما الأخر( حتى درجة الإضمحلال) أو يكونا متساين في الظهور لكن الأكيد أن كليهما موجود في النفس البشرية. لا أملك أن أتخيل ماذا كان سيحدث لو أستسلم الصحابة عند أول قطرة دم أسيلت منهم في المعارك التي خاضوها لإعلاء كلمة الحق كيف كان سيكون حال أمتنا وقتها أو ماذا كان سيحدث لو فر تشي جيفارا من أمريكا الجنوبية عند سماعه لصوت الرصاص خلال معاركه لتحرير القارة كيف كان سيكون شكل القارة ونوع الحكم فيها الآن ياترى...؟ أو لو "صوتت وقعدت تصرخ" جان دارك لما رأت الأنجليز وقد جهزا جيشهم بسيوفهم وعتادهم لملاقتها في أورليانز الفرنسية وهي بعد أبنة 13 ربيعا هل كنا سنعرف يوما بلدا إسمه فرنسا فعلا للنضال والكفاح ناسه وأختم بهذه المقولة الخائفون لا يصنعون الحرية...والمترددون لن تقوي أيديهم علي البناء. ************************************************* الفيديو الأول الفيديو الثاني

3 comments:

barbie girl يقول...

كويس انك فهمتنى الموضوع لان فهمى على ادى انا كمان:)

كل انسان جواه خير وشر ..يمكن النسب متفاوتة لكن انا رأيى زى ما قلتلك امبارح لا أعد اسراء زى النس بتوع الوطنى أو رؤساء التحرير ..انا مبعرفش الغيب طبعا..ولا اعيب على اسراء اللى عملته من كونها حيت الرئيس او وزير الداخلية..

لكن فى نفس الوقت لا أعد اسراء من المناضلين لانها مجرد بنت عادية كان ممكن اى حد عادى يكون مكانها ويتصرف نفس تصرفها

The Rock يقول...

ههههههه

هو يمكن الموضوع طويل فعلا

بس أنا حبيت عشان الناس متقلش إني بفتري إني أشرح وجهة نظري بالتفصيل الممل جدا

واللي إنتي قلتيه في الخر هو ده بالظبط اللي بيكلم عنه الموضوع بالإضافة إنه كل جوه إنسان فينا خير وشر

باجوجو يقول...

الموضوع جميل جدا فعلا
وده يمكن اللى فكرت فيه أول ماشفتها مع معتز ع المحور
أنا قلبت على المحور صدفة
سمعتها شوية قلت دى مش إسراء
بس كل الموجودين قالوا إن دى إسراء
بس أنا شايف إن إسراء مش عبيطة
وأكيد كانت متوقعة إن كل ده هيحيصل
بدليل نص الإضراب اللى على الفيس بوك
بس أنا فعلا مستغرب للكلام اللى قالته
وعموما يكفيها إبتداء الفكرة حتى وإن توقفت
ولاحظى إنها بنت فى الأول وفى الآخر
وأنا مش موافقك على نزع لقب البطولة
وبلاش بعد اللى عملته نطلع باجوجو معاها